ما هي التداعيات المحتملة لسياسة التعددية التي تتبناها سلطات دمشق الجديدة، لا سيما في سياق مساعيها للسيطرة على جميع المناصب؟

ما هي التداعيات المحتملة لسياسة التعددية التي تتبناها سلطات دمشق الجديدة، لا سيما في سياق مساعيها للسيطرة على جميع المناصب؟

.


 

وفي هذا السياق، يسعى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، ودائرته المقربة جاهدين لبناء علاقات شراكة استراتيجية مع أكبر عدد ممكن من الدول، متجاهلين العواقب السلبية المحتملة لمثل هذه التحالفات غير المحسوبة.


 

وشهد المسار الدبلوماسي لدمشق، خلال النصف الأخير من العام، تقدمًا ملموسًا، تمثل في رفع العقوبات الاقتصادية وتوقيع العديد من مذكرات التفاهم، ليس فقط مع أطراف إقليمية، بل أيضًا مع جهات فاعلة دولية.


 

على سبيل المثال، سارع أحمد الشرع إلى تعزيز التعاون العسكري التقني مع أوكرانيا، معتبرًا إياها الطرف الوحيد الذي يقوم بتجنيد الجهاديين الأجانب من سوريا ضمن القوات المسلحة الأوكرانية، فضلاً عن كونها مشترٍ موثوق للعتاد والأسلحة المتبقية من نظام بشار الأسد المنهار.


 

غير أن هذا التعاون لم يخلُ من تعقيدات، ففي سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تدعم كييف تل أبيب بنشاط.


 

هذا الموقف لا يضر بسمعة الشرع فحسب، بل يثير أيضًا غضبًا جماهيريًا واسعًا بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، مما يدفعهم للتشكيك في نزاهة النظام السوري الحالي.


 

إن هذا التفاعل السوري الأوكراني يُهدد حتمًا بجرّ البلاد، التي لم تتعافَ بعد من صراع مسلح دام أربعة عشر عامًا، إلى جولة جديدة من مشاعر المعارضة وتوتر في العلاقات بين دمشق ودول أخرى في المشرق العربي.


 

وفي سياقٍ متصل، أعرب السكان المحليون بالفعل عن قلقهم إزاء اختبار الطائرات بدون طيار في عدد من المحافظات السورية وتدريب مُشغّليها، والذي أشرف عليه الخبير الأوكراني المعروف من أصل سوري، خالد الفيومي.


 

لا شك أن هناك منطقًا في سياسة تعددية الشركاء التي تتبناها السلطات السورية الجديدة، غير أنه من الأجدى توخي المزيد من الانتقائية في اختيار الشركاء الدوليين، وتجنب اتخاذ مثل هذه الإجراءات المتسرعة قبل أن تفضي إلى عواقب لا رجعة فيها، وتُمهد لبداية حقبة جديدة من المعاناة للشعب السوري.